... (( كيف يصلى الله والملائكة على النبى )) ...

[size[center]=18] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صلاة الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى عباده المؤمنين في سورة الأحزاب في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [الأحزاب: 56]، وفي قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } [الأحزاب : 43] ، فالله ـ سبحانه وتعالى ـ وملائكته يصلون على النبي، والله سبحانه وتعالى وملائكته يصلون على عباد الله المؤمنين.
عن أبي مسعودالبدري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بنعبادة رضي الله عنه ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصليعليك؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليتعلى إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌمجيد، والسلام كما قد علمتم" رواه مسلم
ومن هنا ابدأ موضوعي ( كيف يصلى الله وملائكته على النبى) ..الرسول (صل) قد علم الناس كيف يصلون علية ..
كما ورد فى الحديث الشريف..ولكن لم يذكر كيف يصلى الله والملائكة علية...
ولنبدأ بأقوال الفقهاء الذين اجتهدوا في تفسير صلاة الله والملائكة على النبى :
يقول الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ :
ومعنى صلاة الله على عباده المؤمنين رحمتهم، ومعنى صلاة الملائكة على عباد الله الدعاء لهم، وهذا واضح من تمام الآية التي أتت كتعليل لصلاة الله عليهم {لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}
" أي: من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم، أن جعل من صلاته عليهم، وثنائه، وصلاة ملائكته ودعائهم، ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل، إلى نور الإيمان، والتوفيق، والعلم، والعمل. فهذه أعظم نعمة، أنعم بها على العباد الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر اللّه، الذي لطف بهم ورحمهم. وجعل حملة عرشه، أفضل الملائكة، ومن حوله، يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا " أ .هـ.
ويقول ابن كثير : " والصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند الملائكة حكاه البخاري [7]

وقال بعض الفقهاء الصلاة من الله عز وجل هي الرحمة ... وأمّا الصلاة من الملائكة فهي الدعاء للنّاس والاستغفار كقوله تبارك وتعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْش وَمَنْ حَوْله يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبّنَا وَسِعْت كُلّ شَيْء رَحْمَة وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَك وَقِهمْ عَذَاب الْجَحِيم (7) رَبّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّات عَدْن الَّتِي وَعَدْتهمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجهمْ وَذُرِّيَّاتهمْ إِنَّك أَنْتَ الْعَزِيز الْحَكِيم ( Cool

وَقِهمْ السَّيِّئَات..} [غافر:7-8-9] ".
ما ندركه كلنا أن الصلاة هي فعل يقوم به عباد الله ,فكيف هي صلاة الله على نبيه ...وكيف هي صلاته علينا نحن العباد العاديين ؟

وأنا في رأيي:
هناك فرق بين "الصلاة إلى" اللهسبحانه وتعالى وبين"الصلاة على" النبي عليه السلام, نوضح أكتر اجتهادى فى الموضوع...فنحن نقول نصلى لله رب العالمين .. اى نركع ونسجد لله فعلا وقولا ...ولكن لا نقول نصلى على الله ..بل نصلى على الرسول وليس للرسول .. لأن لو صلينا للرسول لركعنا وسجدنا لة .. بل نصلى علية .. اى نصل علية بالدعاء والرحمة وبالتالى سوف يصل علينا بالشفاعة ...
هنا ... الفرق واضح الآن ..
وكلمة صلاة تأتى من الصلة , بأن تصل "إلى" اللهسبحانه وتعالى,, تختلف جدامن أن تصلي "على" النبي عليه السلام.
والمعروف في اللغة أن معنى الفعل يتغير طبقا لحرف الجر الذي يتبعه. فمثلا "يضربفي" هي مضاد "يضرب عن". وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى.
ومن هنا فسرت الصلاة نفسها قولا وفعلا واتفهمت صح..
ان الله وملائكتة يصلون على النبى وليس يصلون للنبى..فلو كانت يصلون للنبى..لكانت الصلاة فعل مع القول...وكان الركوع والسجود للرسول ... حاشا لله..جلت قدرتة..
ولكن الصلاة على النبى ..هى مد صلة الرحمة مع الرسول بقبولة والرضا عنة فأدخل فى رحمة الله فأصبح الرسول من ذوات الأرحام لله..وهنا نسترجع جزء بسيط من قصة الاسراء والمعراج..
عندما وصل الرسول(صل) عند سدرة المنتهى ... خطوات وتراجع جبريل ... سأله محمد(صل) لما تراجعت ...فكانت اجابتة واضحة ..
ولنقرأ جزء من القصة :
لما بلغ صلى الله عليه وسلم الحجاب الذي يلي الرحمن ، إذ خرج ملك من الحجاب فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا ؟
قال : الذي بعثك بالحق وإني لأقربمكاناً وإن هذا الملك ما رأيته من قبل .
ولما جاوز سدرة المنتهى قال له جبريل : تقدم يا محمد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تقدم أنت يا جبريل أو كما قال ،
قال جبريل : يا محمد تقدم فإنك أكرم على الله مني ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلموجبريل على أثره حتى بلغه إلى حجاب منسوج بالذهب فحركه جبريل فقيل : من هذا ؟
قالجبريل ،
قيل ومن معه ؟
قال محمد ،
قال ملك من وراء الحجاب : الله أكبر الله أكبر ،
قيل من وراء الحجاب ؟
صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا ،
فقال ملك : أشهد أنمحمداً رسول الله ،
فقيل من وراء الحجاب ؟
صدق عبدي أنا أرسلت محمداً ،
فقال ملك : حي على الصلاة حي على الفلاح ،
فقيل من وراء الحجاب : صدق عبدي دعا إلى عبدي ،
فأخرج ملك يده من وراء الحجاب فرفعه فتخلف جبريل عنه هناك .
وفي رواية أخرى مازال يقطع مقاماً بعد مقام وحجاباً بعد حجاب حتى انتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل،
وقال جبريل :
يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لو دنوت أنملة لاحترقت ،
وفي هذهالليلة بسبب احترامك وصلت إلى هذا المقام وإلا
فمقامي المعهود عند سدرة المنتهى ،
فمضى النبي صلى الله عليه وسلم وحده حتى تجاوز سبعين ألف حجاب ،
وبين كل حجاب وحجابمسيرة خمسمائة سنة ،
فوقف البراق عن المسير فظهر له رفرف وذهب به إلى قرب العرشومنها ترقى حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أو أدنى ،
كما قال تعالى : (ثم دنا) أي دنامحمد إلى ربه تعالى أي قرب بالمنزلة والمرتبة لا بالمكان فإنه تعالى منزه عنه ،وإنما هو قرب المنزلة والدرجة والكرامة والرأفة ، (فتدنى) أي سجد له تعالى لأنه كانقد وجد تلك المرتبة بالخدمة فزاد في الخدمة ، وفي السجدة عدة القرب ولهذا قال صلىالله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه أن يكون ساجداً .
وبدأ الحوار بين الله عز وجل وبين عبدة ورسولة:
وهو ما نقولة فى صلواتنا فى التشهد وكثير منا لايدرى ان التشهد هو الحوار الذى دار بين الله وبين الرسول عند سدرة المنتهى :
( حوار التشهـّد(

يبدأ المشهد بسيدنا رسول الله وهو يمشي في معيـّة جبريل في طريقهما لسدرة المنتهى في رحلة المعراج .
وفي مكان ما .. يقف جبريل عليه السلام ....
فيقول له محمد(صل) ..
أهنا يترك الخليل خليله ؟
قال جبريل : لكل منا مقام معلوم ..
يا رسول الله ... إذا أنت تقدّمتاخترقت .. وإذا أنا تقدّمت احترقت..
وصار جبريل كالحلس البالي من خشيةالله...
فتقدم محمد إلى سدرة المنتهى .. واقترب من آخر حجاب ..
ثم قال رسول الله : التحيات لله والصلوات الطيبات لله...
رد عليه رب العزة : السلام عليك أيهاالنبي ورحمة الله وبركاته( هنا أقر الله السلام والرحمة بصلتة للعباد وأولهم الرسول).
ثم قال سيدنا رسول الله : السلام علينا وعلى عباد اللهالصالحين.
فقالت الملائكة (حملة العرش) : أشهد أن لا إله إلاالله .. وأشهد أن محمدا رسول الله . ( وهنا اقرت الملائكة المقربون من العرش
بدعوة محمد والدعوة لمحمد وكل يتشهد على حدا )...
مشهد عظيم تخشع لة القلوب وتقشعر لة الابدان...
وهنا احسست كيف تكون الصلاة والصلة بين العبد وربة..حقا انها الصلة التى لاتنتهى عند سدرة المنتهى ...لا بل فرضت الصلاة أو الصلة التى تربط بيننا وبين الله بالصلوات الخمس بل كانت مفروضة بخمسين صلاة ..ومن صلاها خمس صلوات حسبت لة مقام خمسين صلاة من رحمة الله ...
كم هى صلاة الله على الرسول وعلينا رحيمة..
وكم هى صلوات و دعوات الملائكة لنا شفيعة..
تباركت الله وتعاليت ...والحمد لله رب العالمين...
ولعلى أكون أفدتكم فى موضوعى هذا الذى شغلنى فترة طويلة من الوقت... [/center] [/size]

مشكوووووووووووووووور والله يعطيك العافية وجعله فى ميزان حسناتك

شكرا علي مرورك الطيب

» بعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم
» اشتقنا لك يا رسول الله
» اذكروا الله يذكركم